عجل السيد2

هذا الموضوع تكمله لموضوع عجل السيد.

إذ أشاع أنصار "السيد البدوي" مقوله أنه كان ينتقل بطريقة خفية إلى الأرض

التي يحتلها الصليبيون ويحرر الأسرى المسلمين من أيدي العدو..

ثم يحضرهم إلى طنطا حيث ينضمون إلى دراويشه ومواكبه..

ويظهرون في الموالد الصوفية بدروعهم الرومية وملابسهم العسكرية الصليبية..



ومع تأكيد الدراويش في القرى المجاورة لذلك قصم ظهر الرجل وحرم من الدفاع عن نفسه.



كما أن إقرار المرأة في النيابة بأن الحبل الذي قيل أنه ضبط في منزل الرجل


هو حبل عجلها قد كان له أكبر الأثر في ضياع الرجل وسجنه.


كان هذا الموضوع مثيراً جعل البعض يبحث فى أمر البدوى فى مراجع عدة .


وأبرزها كتاب " أقطاب ودراويش " الشهيروالذي طبع أكثر من مرة أشهرها طبعة شعبية من إصدارات وزارة الثقافة..


وكذا كتاب "السيد البدوي ودولة الدراويش في مصر" للأستاذ محمد فهمي عبد اللطيف ..


مع كتابات الكثيرين من الباحثين المنصفين الذين تناولوا شخصية السيد البدوي المثيرة للجدل بالدراسة والتحليل.


يخلص هؤلاء الكتاب جميعاً إلى أن أسطورة السيد البدوي صنعت بمهارة فائقة بعد الصراع الشهير بين الأمويين

وأعدائهم من الخوارج والعلويين الشيعة والذي استمر في صور عديدة حتى يومنا هذا..

وفرق العالمين العربي والإسلامي أيما فرقة حتى اليوم.


استغل العلويون التصوف وحب آل البيت مدخلاً ملكياً للاستحواذ على عقول العامة


وأيضاً استخدمه بدهاء كثير من السياسيين الانتهازيين والذين يريدون استغلال حب العامة لآل البيت مطية لأغراضهم.


وما انتشار الشيعة في كثير من الأقطار العربية إلا من هذا المدخل الملكي

الذي استباح عقول وقلوب بعض المصريين وأموالهم أيضاً..


وأنشأ ممالك ونظم حكم في كثير من الدول وآثار القلاقل في بعض الدول المستقرة في المنطقة.


لقد كان انحسار ظل حكم الفاطميين من مصر وإعادة انتشار المذهب السني فيها مرة أخرى


وعن طريق الأزهر معقل الدراسات الشيعية سابقاً أمراً مؤسفا ً لكافة أنصار البيت العلوي


والذين يدركون قيمة وأهمية مصر كنقطة انطلاق لباقي الأقطار.


لذا نهض الشيخ "أبو الفتوح الواسطي" في تجديد الدعوة العلوية في مصر


مستخدما ً الإسكندرية والتي كانت تنافس القاهرة في الريادة في ذلك الوقت ..


ونجح في استقطاب الكثير من الأتباع واستغل شهرة أستاذه الشيخ "أحمد الرفاعي" أعظم الاستغلال.


بيد أن الرجل لم يعمر طويلا..ً


لذا تم الدفع بالسيد أحمد البدوي من مكة إلى مصر..


واتخذ من طنطا مركزاً لدعوته لأن الأيوبيين كانوا قد ضيقوا الخناق على أتباع الواسطي المأسوف على شبابه..


وراقبت أسرته أي أسرة البدوي خطوات نجاحه خطوة خطوة من مقرهم في مكة المكرمة.


نزل السيد أحمد البدوي دار "ابن شحيط" شيخ البلد ولزم سطح الدار لا يغادرها ظاهرياً زهاء سبعة أشهر


علم فيها أكثر من أربعين شيخاً أصول الدعوة لمذهبه وطريقته


وزودهم بالأفكار والتعليمات اللازمة لنشر الطريقة..


ووجد صاحب الدار من الهبات والهدايا المالية والعينية ما ألزمه الدفاع عن الشيخ باستماتة


والمساهمة في نشر الأساطير والتي نسبت إليه على هيئة كرامات خارقة.


استفحل أمر السيد البدوي وأصبح رجلاً يشار إليه بالكرامات الكثيرة..


وانتشرت دعوته انتشار النار في الهشيم..


مما أقلق الملك الصالح أيوب..


وكان رجلاً ممن لا يأخذون الناس بالشبهات فأرسل له القاضي ابن دقيق العيد ليتحرى أمره


وعاد الرجل إلى الملك الصالح ليقول أن الرجل لا هم له إلا الاعتكاف والعبادة


وأنه لا يشكل أي خطر سياسي على حكم الأيوبيين في مصر.. لذا ترك وشأنه.


وكان دأب الملك كدأب الحكام في كل زمان ومكان التغاضي عن أي شيء لا يمثل خطراً سياسياً على كرسي الحكم..


حتى وإن كان يمثل خطراً على الدين.


وإذا عدنا إلى كتاب بلاغة الكذب للأستاذ محمد بدوي فإننا تستنتج أنه


لا تثريب عليك في أن تكذب..


ثم تمعن في الكذب..


ولا بأس عليك في ذلك أيضاً..


فسوف يصدقك كل الناس طالما أتيت بحجج منطقية مرتبة..


وسوف يهزم هذا المنهج الكاذب أي حقيقة ساطعة طالما وجد فيها ثغرة.